الرجل الثاني في مسيرة العودة الصفراء والأول فنياً
كارينيو هزم حظه العاثر وأعاد نبض البطولات من جديد


كارينيو.. صنع الفارق في النصر

حائل - مرشد العيسى

خوسيه دانييل كارينيو من مواليد شهر مايو لعام 1963م في قلب الأوروغواي مونتيفيديو عاش حياته طفلاً يهوى كرة القدم التي لم يمارسها في الأحياء الفقيرة كما جرت عادة صغار القارة اللاتينية اذ اقتحم الأندية الرياضية وهو طفل ذو عشرة أعوام مع نادي مونتيفيديو وندررز لفئة الشباب وفي سن الخامسة عشرة وصل الفتى ذو الشعر الأشقر المجعد لتدريبات الفريق الأول ليبقى لمدة ثماني سنوات، وبعد ذلك رحل إلى فرنسا للاحتراف بنادي لانس الفرنسي وقضى في فرنسا ثلاث سنوات قبل أن يقرر إغلاق صفحة الاحتراف الخارجي والعودة للأوروجواي من خلال بوابة النادي الكبير ناسيونال.

وفي الموسم الأول استطاع أن يحقق مع الفريق اللقب القاري (الليبرتادوريس) على حساب نادي نيولز أولد بويز الأرجنتيني ليطير لمواجهة نادي آيندهوفن الهولندي في نهائي كأس الإنتركونتيننتال (كأس العالم للأندية حالياً) في مباراة احتكم فيها الفريقان لركلات الترجيح بعد أن تعادلا في الأشواط الأربعة وحينها كان كارينو في مقاعد البدلاء يتابع اللقاء وعند الدقيقة "112" اختار المدرب أن يزج بكارينو القادم من تجربة احترافية في فرنسا وكان ذلك على حساب إرنستو فارغاس وفي ثماني دقائق لم يستطع المهاجم البديل أن يسجل هدف التقدم ليتوجه الفريقان لركلات الترجيح وبعد أن سجل كلا الفريقين أولى الركلات وفي الركلة الثانية أضاع آيندهوفن ركلته وكانت خير فرصة ليتقدم ناسيونال من جديد فكانت الكرة لدى المهاجم البديل كارينو الذي أضاع فرصة التقدم من خلال إضاعته ركلة الترجيح الثانية ليبقي على أمل الفريق الهولندي بالعودة من جديد إلا أن ذلك لم يحدث حيث حسم أصدقاء كارينيو ركلات الترجيح لفريقهم وتوج ناسيونال نفسه بطلاً على حساب الفريق الهولندي.

ضياع ركلة الجزاء وتتويج ناسيونال ببطولة الإنتركونتيننتال كانت نهاية عهد كارينيو بالفريق ليعود للفريق الذي بدأ من خلاله نادي مونتيفيديو وندررز ليلعب له موسمين ويعلق حذاءه ويعتزل كرة القدم.

وبعد عشر سنوات عاد كارينيو من جديد لكرة القدم ومن خلال ناديه الأم مونتيفيديو لكنه لم يعد بهيئة الهداف الذي يرعب دفاعات الأندية الأوروغوانية إذ عاد مختلفاً لبداية مشوار جديد في عالم التدريب وفي موسمه الأول استطاع أن يعود بالنادي للدرجة الأولى بعد هبوطه للدرجة الثانية آنذاك، وفي موسمه الثاني استطاع أن يخطف بطاقة التأهل لبطولة الليبرتادوريس كحالة نادرة يحققها الفريق، إلا أن ذلك لم يكن مغرياً لبقاء كارينيو الذي حمل حقائبه وغادر متوجهاً إلى النادي العريق ناسيونال ليحقق معه لقب الدوري المحلي، وبعد موسمين قرر كارينيو أن يحترف التدريب خارج بلاده ليتوجه إلى الإكوادور مع نادي ليغا دي كويتو في تجربة لم تدم طويلاً، ليعود مجدداً لبلاده ولناديه مونتيفيديو، وفي سيناريو متكرر ذهب بعد ذلك مرة أخرى لنادي ناسيونال ليصل به لبطولة الليبرتادوريس، إلا أن سوء نتائج الفريق ساهم في إقالته من الفريق ليذهب بعد ذلك لنادي كالي الكولومبي، ثم نادي فلسطين التشيلي، وبعد ذلك حمل عقائبه وغادر أمريكا الجنوبية فكانت وجهته المملكة العربية السعودية لخلافة الكولومبي ماتورانا، وكان وصول كارينيو بالنسبة للنصراويين مجرد مدرب مؤقت يسير بالفريق لنهاية الموسم، ثم يرحل كالآخرين إلا أن المدرب ذا الروح العالية خالف كل الآراء وأثبت نفسه بالفريق من خلال تقديم الفريق أداء مختلفا وتحقيق نتائج إيجابية إضافة لعودة الروح للاعبي الفريق، فبات النصر فريقاً آخر لا يعتمد على لاعب ولا يتأثر بغياب آخر، وأصبح النصر فريقا مختلفا لا ترهقه كثرة اللقاءات ولا تداخل البطولات، وليقود الفريق إلى دور الثمانية في البطولة العربية ويخسر نهائي كأس ولي العهد أمام الهلال بركلات الترجيح، لكن ذلك لم يحبط عزيمة كارينيو فواصل عمله وخسر كل شيء في نهاية الموسم الماضي، فلم يحقق أي بطولة ولم يتأهل بالفريق إلى آسيا، ومما يحسب لإدارة النصر أن منحته فرصة العمل من بداية الموسم فجهز الفريق وعمل على إعداده مبكراً وبدأ وكأنه طوفان لا يقوى على هزيمته فريق ويلتهم كل من ألتقاه وواصل الأوروغواني المحبوب من المدرج واللاعبين عمله فأصبح تدوير اللاعبين لا يؤثر في الفريق وبات ضغط المباريات أمراً اعتيادياً تغلب عليه الفريق حتى حقق كأس ولي العهد من أمام الهلال.

وبرهن كارينيو والذي كان على مشارف الوصول للملاعب السعودية قبل موسمين عندما وقع عقداً مع نادي الشباب قبل أن يفسخ عقده دون الإشراف على الشباب اثبت أنه من المدربين المميزين الذين يحتاجون لاستقرار فني لتحقيق النجاحات المتواصلة.