محكمة
حكمت المحكمة
.................................
من أصعب المواقف ..
حينما تقف امام صف من قضاة تقرير المصير.. وجوه القدر المغطى بمعاطف القضاء ..
تقف متعبا منهكا قد اعياك طول الصراخ وسرد البراهين ودلائل براءتك من سياج ألم الأتهام الرهيب !
لتقف لحظه وتنتظر لحظات وكأنها سنين تأخذ من بقايا روحك المزيد والمزيد
أو شمعة أوشكت على الذوبان لتكون بقعة من تجمد الأحلام والأماني
تذوب بحرارة طموحها الساخن لإشعال مايحتويها من ظلام متمرد على حقيقته فتكوِّن بذوبانها بقعة شمع قابله على تشكيل شمعة اخرى بأيادي تتقن فن حفرها وتشكيلها !
تقف امام قضاة انتشلت منهم الرحمه والرفق والرأفه فخبرتهم تقتصر على ذبح بعض القلوب وردم بعض الذنوب وطرح بعض مايسمى بالحلول!!
تقف عاجزا أمام قانون لا تملك معه سوى التسليم والقبول بمايمليه عليك تلك اللحظه لحظة انتظار حسم المشاعر وتسفير الألم من أوطان النفوس !
لحظتها تتطاير اوراق مليئه بخربشات فرضيات الوهم واعتراضات الواقع المرير تفصلها كلمات حمراء قانيه كتبت بدماء القهر تفصل بين كل سطر وآخر ..
الحــل ..
الحل..
الحلول..
تصارع مع النفس كدمات الفشل وتضارب مفاهيم أمم مشاعر القلوب ..
لاتمتلك سوى الإنتظار المميت أمام قضاة المصير المنتظر وراء قضبان السجن القهري إلى حين اصدار حكم الإفراج القريب !
مرافعه حاميه تستجدي كل مافي قاموس ابجدياتك ولغوياتك كي تثبت عمق نظرية الطموح ومستقبل كاذب جموح !
أناس لاتفقه من العلم شيء ولا تعلم من بنود قانون القضاء القدري إلا ما يحبون وتستهويه نفوسهم الصغيره !
أوراق تتطاير لتتلقفها ايادي لئيمه تحاول التهام بعض كلماتك .. افكارك ..أراءك لتثبت عليك خطيئة الحلم وإصدار قرار الحكم
حكم القصاص .. أو حكم السجن المؤبد..
أو ربما بدايــــة كفاح لم يكن بالحسبان !!
تشطب كلمه وتضيف لسطرك مئات الكلمات لتحورها لصالحها وعلى لسانك كي تنعم بالفوز بقضايا اللئم والحقد الكريه !!
تبكي وحيدا بساحه لا تؤمن إلا بالبراهان والدليل ولا مكان هناك على تلك المقاعد للشكوك او الظنون وبالأخص مشاعر حب او كره او عدم ارتياح!
ترمقك اعين تريد ان تنهل منك الذنب والتماس بعضا من كذب كي تبدأ بغزل اصواف الرحيل لدنيا الظلم الكئيب ..
يمنع ان تمسك قلما وورقه كي لا تروي قصص إجراميه تؤييد المزيد من افكارك الجنونيه (فتمنع منعا باتا من دخول قاعات المرافعه)
جبن .. خوف .. ارتباك .. ارتعاش .. تصبب عرق من الجبين
كلها ملامح تعتلي سمات تلك الوجوه ... وجوه الحاضرين بمقاعد انتظار اصدار الحكم عليك وعلى أحلامك العذرى .. المغتصبه خلف قضبان المستحيل ..
تخاف ان تفقد اكثر مما تطمح ان تكسب ..
وتخاف ان تطمع فتقع ضحية حب الحياة ..
هيجان مشاعر تقابلها صراعات نفس ثائره بكبرياءها واغترارها
تعلم انها ضعيفه لكنها تأبى الإعتراف كي لا تنكسر امام الحقيقه !
فتتذكر بواقي العزيمه المدفونه لتفجرها
آهات أبيّه صابره ..
باحثه عن مرافيء استقرار الذات التواقه ..
(دقائق) من عداد العمر
لكنها تمر كسنين العمر الورقي المفتت على طاولات الحكم المخيف!
لتزال تجهل أقل إحتمالات إمكانية كتابة مقال الأمل على مسرح الحياة !
تتعثر معك كل الضحكات والابتسامات بل تتوه عن افواه لاتعرف سوى الصمت ..
صمت كفيل بإيصال مايصعب اخراجه من بوابات الشفاه الشقيّه ..
إيقاع طبول اقتراب الحكم..
وقضاة بدأوا بالمشاوره حول استئناف الحكم أو اصداره ..
ببنود قهريه .. إلزاميـــه .. خارقه للــ ــ ـ ـمعتاد ..
وقضبان تكاد تنصهر من حرارة أكف الحلم خلفها !!
وأعين ترتجي سرعة ذبح القلب المرتجف خوفا من لحظات الأسى التي تنتظره..
دقــائق كالشهور .. تمر كالسنين .. دهور .. بلا وقرون ..
لا يعي عذابها إلا من الزمته الظروف بأن يقف موقف تبرير امام قضاة القدر
الأقـــــــــــــوى !!
بقوانين صارمه لاتقبل تحريف ولا تعديل ..
فكر يعانق الكلمه لينتزعها من قعر صفحات الــزمن ..
ويسطرها برهانا على براءة الأمنيه ورقي الغايه واستسلام الحلم ..
علّها تشفع بتخفيف الحكم أو إفراج المظلوم خلف القضبان ..
0
0
0
بدأوا (اولئك القضاة) بلبس نظاراتهم ليتحروا المزيد من الدلائل والإدانات
قبل قرع مطرقة ..
الحــكم !!
تتشدق الأعين وترتعش الأطراف وتخفق أفئدة الحاضرين ..
تزن نحلات الحقول وترن اجراس البدء وتحوم حولك فراشات بستان الرحيق الأخضر
تحتضنك ولأول مره (الحيره) وتُقبْلك شفاه (الأمل) ..
لتهمس كل منهما ..
لا تحــزن ... لاتحزن
فالوعد قريب .. والوعد حق ..
و..
هاهي قد ..
قرعت ..
نعم .. قرعت ..
مطارق استئناف المرافعه واصدار حكم القضاء ..
تنقبض النفوس ..
وتتشابك الكفوف ..
وتتناثر الطيوف ..
وتتسارع دقات القلوب .. لتطغى على اصوات اجراس الألم ..
مــالحكــم ؟؟
هاه ؟ مالحكم ؟؟ بنظرات تساؤل وحيره وخوف شديد..
0
0
0
تؤجــل القضيه لحين استئناف الحكم من جديد لظهور المزيد من (الشهود) !!
وإلى متى ... سيدي القاضي ..
هكذا ستهتف حينها .. بكل الغضب والضياع !
بكل الدمع والوداع ..
متى سيصدر الحكم بحقي كي استريح ..وأُريــح .. متى؟
0
0
ليــرد ذلك القاضي المتثاقل ببرود
( انتظرت طويلا .. الن تنتظر القليل !!)..
0
0
0
تسقط مغشيا على أرض الذل المهدد بالفناء من قبل جيوش
شموخ همتك .... عزيمتك ... كبرياءك!
لتغيب عن وعيك الذي تهرب منه لتصل دوما إليه !!
تتمنى لو طالت فترة الإغماءه كي ترتاح قليلا من غربة الوعي والفكر الفسيح !
فكر متهم بالعقم وغرابــة الأطوار !!
مطالب بقائمة المشبوهين!!
فبنظرهم أنت إرهابي من المقام الأول ..
وقنبله موقوته من العيار النــادر المستورد !!
فأنت المتهم دومــاً..
بتفجير مصائب الدهر وإلحاق الأذى بأوطان الأمان !!
أمــان!!
يذكرك بمخالب المستقبل القادم ...
وهــدوء ماقبل العاصفه !
0
0
تستفيق بعدها ممددا على سرير ابيض (( وحيــد ))
يجالسك اربع حراس أمن وضابط مباحث ومحقق ..
ليتسابق كلا منهم في طرح اسئلة أسباب الجريمه وسكب الإتهام !
بلا رحمه .. لوضعك المأساوي وانهيارك العصبي ..
لتنظر ..
فتصمت ..
و تصمت..
وتعـــ ـ ـ ـود مغما عليك مرة اخرى لتحبث هناك بين الجفون عن
حكم يرضي الضمير .. ويريح ذاك الحلم الكسير ..
فلا يوجـ ـ ـد افضل من (الإغماءه الوقتيه) كوصفه طبيه غير معهوده وغير مسبوقه ..
فاسأل مجرب ولا تسأل طبيب !!!
مجرد قلم
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)