مدونة نظام اون لاين

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: ازف الرحيل

  1. #1
    ... عضو نشيط ...


    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    المشاركات
    192
    معدل تقييم المستوى
    1

    Asl ازف الرحيل

    أزف الرحيل
    خواطر وقصص من المجتمع الاسلامى
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله ، والصلاه والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه 0
    أخى الكريم :
    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته 0 وبعد :
    فهذا الجهد التواضع يحمل بين طياته خواطر شجيه 000 ولفتات ايمانيه 000 وقصصا تربويه 000 أزجيها اليك 000 علها تلامس شغاف القلوب ؛ فتوقظها 000 فترتشف من الدلاء المحمديه 000

    ومرت سنون

    سلم فرددت 000 وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته ،
    جلس بمقربه منى 000 ولكنى أرى على وجهه الشحوب والهم والغم 000 حادثته 000 مالك أخى على هذه الحال المشينه 000 ألجرم وقعت فيه ؟ أم هم دين تريد أن تقضيه 000 ؟ أم كبد الحياه وشقاؤها 000 ؟ أم ماذا ؟ استدار بوجهه الى وكاد أن يبتسم لولا سحابه غشت محياه 000 ثم حاول أن يحدثنى 000 ولكن المفاجأه أن سبقته عيناه للحديث 000 فسح دمعا هتونا 000
    فى هذه اللحظات 000 أسعفتنى ذاكرتى باسترجاع أحداث مرت عليها السنون 000 لأصحاب قضوا نحبهم 000 ذاقوا من الحياه أمرها 000 ومن العيش أضناه 000 ولكن كانوا مثلا يحتذى فى تحمل الصعاب و المشاق 000 وضربوا أروع الأمثال فى الشموخ والاباء 000
    ذاك الفتى القرشى الذى عاش بين أبوين غنيين 000 يلبسانه من اللباس الحرير 000 والخز و الرياش 000 ويتعطر بأحسن العطر و أطيبه 000 حتى اذا سار فى الطريق عرف الناس أنه هو 000 بل كان حديث حسان أهل مكه 000 كل ما يريد مجاب 000 من أكل وزاد 000 ولباس وركاب 000 فهو الابن المدلل الذى يكاد النسيم يجرح خديه اذا مر بهما 000 وتأتى المفاجأه 000 عندما يدخل الايمان قلبه 000
    تعال معى وانظر الى حال الشاب المدلل بعدما اغترف غرفه من فيض الهدى المحمدى 000 لم يعد كما تظن قد تشبث بالماضى 000 حيث الترف والليونه 000 ها هى أمه تحرمه من اللباس الجميل 000 ومن العطر الزكى 000 ومن الزاد اللذيذ ومن السمعه البراقه 000 بل ولم تكتف بذلك 00 انها تحبسه فى الدار 000 وتقيده بالسلاسل القويه حتى لا يفلت منها 000 كل هذا من أجل لا اله الا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم 000
    أخى انظر معى الى هذا الشاب 000 وهو مسلسل فى قيوده 000 ويعرض عليه الكفر بالله ويرفض ذلك أشد الرفض حتى اذا خرج الصحابه رضى الله عنهم الى الحبشه مهاجرين احتال لنفسه وهاجر معهم 000
    ولما رجع حاولت أمه أن تثنى عزمه مره أخرى ، فقال لها : يا أمه ، انى أخاف عليك من عذاب الله ، فاشهدى أن لا اله الا الله و أن محمدا رسول الله 000 ولكنها رفضت هذا الطلب بشده ، وحاولت أن تعيده الى الحبس والقيود ، ولكنه قال لها : سوف أقتل من يقوم على حبسى 000 وهى شعرت أنه اذا أقسم أقسم 000
    فاضطرت الى طرده من بيتها 000 وحرمانه من الدلال والنعمه ، والعيش الرغيد 000
    خرج ليعيش تحت خمائل الاسلام الوارفه 000 وهو يودعها وتودعه على فراق لا تلاقى بعده 000 تنهمل عيناهما على الفراق المرير 000

    ها هو يقبل على رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة جلوس 000 تملأ الصحابة من القادم ؟
    فاذا بهم يعرفونه 000 !! فرقت قلوبهم لحاله 000 وسحت عيونهم الدمع السخي لمنظره ، فلقد تعودوا أن يروه فى لباس ناعم فاره 000 يسبقه شذا العطر الزكي ، فلا يعرفونه الا بعطره 000 أما اليوم فلباسه لباس قد تبدل 000 فلقد كان يلبس ثوبا مرقعا خشنا 000 لم يكن على محياه من آثار النعمة شئ ؛ بل به النحول والشحوب من قلة الأكل 000 فربما أكل اليوم وجاع غدا 000
    عندما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم : (( لقد رأيت مصعبا هذا وما بمكة فتى أنعم عند أبويه منه ، ثم ترك ذلك حبا لله ورسوله )) 000

    ويأتي يوم أحد 000 ومصعب حامل الراية تأتية ضربة تقطع يمينه ، فيأخذ الراية بشماله 000 وتقطع شماله فيضم الراية بعضديه ، وتأتي اليه الضربة من قفاه لتخرج من صدره فيقع وهو يقول : ( وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفاين مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزى الشاكرين )

    لم يكترث بنفسه ، وما شغله الا خوفه أن يخلص الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيعزي نفسه بأن الموت لا محالة منه 000 وتنتهي المعركة 000 فيبحثون عن كفن له فلم يملك ذلك 000 ووجدوا بردة ان غطوا بها رأسه بانت قدماه ، وان غطوا قدميه بان رأسه 000

    أخي : انظر الى هذه الصورة الجميلة الرائعة التي تمثل بها هذا الشاب حينما تخلى عن كل شئ في الحياة 000
    ليدخل في دين الله ، وتحمل جميع المصاعب ، وكلها تهون في ذات الله 000
    وذاك في ذات الاله وان يشأ -------------------------------------------------------------- يبارك على أوصال شلو ممزع
    وأنا أحدثه خبر هذا الصحابي الجليل - عليه رضوان الله - أتفحص ملامح وجه صاحبي فمرة يحمر 000 وأخرى يغضب وثالثة يقطب ويعبس 000 ومرة يحاول أن يسري عن نفسه 000 وما ان انتهيت من حديثي اذا به يحادثني 000


    صاحبي : انها من أجمل الصور الرائعة التي يحملها لنا تاريخنا المجيد 00 انك بهذه اللمسات تخفف عني بعض ما أجد 000 ولكني سوف أحدثك عن خبري 000 ليس خبري كما تظن 000
    أما علمت أن هذا اليوم يوافق الأول من محرم لهذا العام ؟!!
    قلت : أعرف ذلك ، وما في هذا الخبر من جديد 000 ؟

    نظر الي 000 حاول الحديث وهو يلملم كلماته المتناثرة المتعثرة المتكسرة على صخرة الدمعات السخية 000 فاذا به يتمالك نفسه بشجاعة ويقول :

    صاحبي : اليوم خلفت من سني عمري خمسا وعشرين سنة 000 وها أنا اليوم ألبس أول يوم من السادسة والعشرين 000 اني تركت ورائي تلك السنين وفيها ما فيها 000 فيها معصية 000 بها تقصير في طاعة الله 000 بها عصيان وتمرد أحيانا على والدي 000 بها وقت ضاع في كلام غير مفيد ، بل في غيبة ونميمة وبهتان 000 لأضحك ويضحك غيري 000 بها تقصير في الصدقة والصلة 000

    بها اخلال في الخشوع في الصلاة 000 وتأخر عن حضورها مع الجماعة 000 والآن وقد ولت وسجلت في صحائفي 000 فلا أدري 000 !!
    وفجأة يقطع الحديث ويعض على أنامله بشدة 000 قلت له : على رسلك أخي 000

    انه يتحسر ويتندم على ما مضى 000 ولم يتمالك نفسه فلقد أجهش بالبكاء 000 وحاولت أن أتغلب على عيني ألا تجاوبه 000 ولكنهما لم تعدا لي مطيعة 000 فلقد ذرفت عيناي دمعها مدرارا 000 لقد أحسست بما هو يعيشه من حرقة وألم وجوى 000 على ساعات وليال خاليات قد مضت 000 وسجل في صحائفها الخير والشر 000 لقد طويت تلك السجلات وهي عند ربي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا أحصاها 000
    انه يحق له ذاك الندم وتلك الحسرات 000 بل ولا غبن على هاتيك الدمعات السخيات التي تذرفها عيناه 000 انه يتذكر ماذا سيفعل الله بما مضى 000 ؟ أان تاب وأناب وعزم فصدق عفا الله عنه ؟ أم ستكون في سجله الى يوم القيامة لا مفر ولا مهرب منها 000 ؟ علامات استفهام واستغراب تلوح على وجهه الشاحب 000 واني أحاول أن أقف على قدمي 000 لأخفف عن أخي ما به 000 ولكن قد أصابني ما أصابه 000 ومع التشجع والمحاولة 000 تمالكت نفسي فحادثته حديثا ذا شجون 000 وخابرته مخابرة فؤاد لامس فؤاد 000


    أخي - حفظك الله - اعلم أن الله عز وجل يقبل التوبة من عباده ويعفو عن السيئات ( قل ياعبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم ) 0
    يخاطب ربنا - عز جلاله - عباده الذين أسرفوا - أى أكثروا من المعاصي - فيقول لهم : لا تيأسوا من رحمتي 000 فاني أتوب على من تاب 000 بل وأبدل سيئاتكم حسنات 000 ولكن بصدق توبة 000 وترك معصية 000 وعزم على عدم العودة 000 وندم على ما كان من معصية الله 000


    عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : (( كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا ، فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على راهب فأتاه فقال : انه قتل تسعة وتسعين نفسا فهل له من توبة ؟
    فقال :
    لا ، فقتله ، فكمل به مائة ، ثم سأل عن أعلم أهل الأرض ، فدل على رجل عالم ، فقال : انه قتل مائة نفس فهل له من توبة ؟
    فقال :
    نعم ، ومن يحول بينه وبين التوبة ؟
    انطلق الى أرض كذا وكذا ، فان بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم ، ولا ترجع الى أرضك فانها أرض سوء ، فانطلق حتى اذا نصف الطريق أتاه الموت ، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ،
    فقالت ملائكة الرحمة :
    جاء تائبا مقبلا بقلبه الى الله ،
    وقالت ملائكة العذاب :
    انه لم يعمل خيرا قط ، فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم ،
    فقال :
    قيسوا ما بين الأرضين ، فالى أيتهما كان أدنى فهو له ، فقاسوه فوجدوه أدنى الى الأرض التي أراد ، فقبضته ملائكة الرحمة )) 0
    انظر كيف قبله الله وهو أسود الصحائف 000 ولم يعمل لله شيئا حتى السجدة 000 ولكن كان يحمل بين جنبيه فؤادا ملذوعا 000 نادما عازما 000 خائفا يريد التخلي عن المعاصي ، ويشتاق أن يعد في ركاب الصالحين ، فكانت نهايته كما علمت 000 اذا رحمة الله واسعة ، بل انه عز وجل ختم الآية السابقة بقوله :

    ( ان الله يغفر الذنوب جميعا ) 0

    فلا يأس ولا قنوط من رحمة الله ؛ لأن صفة اليأس من صفات الكفار 000

    عندها تهلل وجهه 000 وشاحت عن وجهه الكآبة 000 وبدأ يسارني بالحديث 000

    صاحبي : حديثك جميل 000 وكلامك نور شع ضياؤه في فؤادي 000 وبدد ما بداخلي من هم لازمني كثيرا 000 ولكن يا ترى هذا ما مضى ، فأين أنا مما سيأتي ؟ !


    قلت : تدرع بالخوف من الله عز وجل 000 والبس ثوب الرجاء في رحمه الله عز جلاله 000 فهذان جناحا المؤمن بهما يطير كما يطير الطائر ، فيا ترى اذا فقد الطائر جناحا ، أيطير بجناح واحد ؟ ان المؤمن كذلك لا بد له من خوف من عذاب الله ، ورجاء في رحمة الله 000 وتفاؤل في المستقبل بعمل الصالحات 000 ولا أنس أن أذكرك بما قاله العالم لقاتل المائة : (( اترك أرضك فانها أرض سوء وارحل الى بني فلان فان فيها قوما أخيارا يعبدون الله ، فاعبد الله معهم )) 000

    فما عليك الا أن تكسر وبكل قوة مصادر الشر ؛ من شريط وصورة 000 وتقطع حبال من لك به رابطة معصية 000 قريبا كان أو بعيدا ، قطعا لا رجعة بعدها 000 ثم ترحل الى بني فلان ، فان فيهم قوما أخيارا يعبدون الله ، اعبد الله معهم 000 فعليك بالجليس الصالح 000 فهو الوسام الذي تتوشى به 000 وهو المعين لك على الصراط المستقيم 000 لتسلكه بلا اعوجاج 000 ان نسيت ذكرك 000 وان ذكرت أعانك 000 وان خبت عزيمتك استنهض همتك من جديد 000 حتى تسلك الطريق بعيدا عن الأشواك والأنواء 000

    التفت علي وقد علت ابتسامة العزيمة على وجهه وكأنه قد فاز بشئ طالما تمناه 000 فلم يحصل عليه الا هذه اللحظات !!!

    همس في أذني بحديث وقال نعم الصديق الوفي ، والأخ الناصح أنت 000 فما سمعت أجمل من كلامك ولا أطيب من مذاكرتك 000 فلك مني خالص الدعاء بأن يوفقك الله حيثما كنت 000 ويجعلك نبراسا للخير 000 هاديا مهديا 0


    ورحل الشيخ




    لقد أغلظ علي صديقي في العتاب 000 وقسا علي ولم تكن هذه عادتة 000 الشيخ رحل 000 والنجم أفل 000 والمشعل انطفأ 000 وأنت لا تحرك ساكنا 000
    قلت : دعنى فان لي عذرا لو علمته لصفحت عني 000
    قال : وما هو ؟
    قلت : ان الشعور لا تطاوعني عروضه 000 ويتفلت مني مستفعلن فاعله 000
    قال : أوما لك في النثر غنية عنه ؟
    قلت : ربما 000 ولكن ليس كمثل الشعر مطية 000 وصهوة جواد علية 000 يستأهلها مثل شيخنا رخمه الله 000
    ولكن ان كان ولا بد فحسبك من النهر غرفة 000 ومن النور ومضة 000 ومن الشهد رشفة 000
    رحل الشيخ وكلنا راحل 000 نور شع بين أظهرنا 000 وعلم تدفق يروي الظماء 000 وبحر لا ساحل له 000
    سما نجمه 000 وارتفع ذكره 000 فحق له 000 وقد قال تعالى :
    ( يرفع الله الذين امنوا منكم والذين أوتوا العلم درجت )
    يبصر الجاهل 000 ويبدد الجهل 000 ويشبع طالب العلم 000 له في عرض الكلام فن يتقاصر الكثير عن مناله 000 وبالحجة والدليل ألبس مقاله 000
    فأفاد منه العالم والمتعلم والجاهل 000 لا غزو ولا عجب في ذلك ؛ فانه من مشكاة النبوة قد استقى علمه 00 وعلى خطا الحبيب صلى الله عليه وسلم رسم رسمه 000 ومن هدي الخلفاء الراشدين نهج نهجه 000

  2. #2
     أحاول ابتعد عنك ولاكن من يسليني !!


    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    الدولة
    دار الكرم و العز دار ابو متعب
    المشاركات
    654
    معدل تقييم المستوى
    1

    افتراضي

    هلا و الله و غلا

    مشكورره ياابعدي ع المووضووع الرائع

    وعسااك ع القووه .. وننتظر جديدك

    اختك : Bint najd

  3. #3
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    Jan 2005
    الدولة
    قلب أمي
    المشاركات
    6,869
    معدل تقييم المستوى
    7

    افتراضي

    مساء الخير

    كل أسف على تأخري بالرد على الموضوع الرائع


    صدق الله العظيم

    كل كل كل الشكر لك على الموضوع الرائع

    الله يوفقك الى كل ماهو خير لنفسك ولمن حولك

    أخوك

    فهد الفهد

المواضيع المتشابهه

  1. الرجيم
    بواسطة الرونق في المنتدى عالم حواء
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 14-01-2011, 10:17 PM
  2. الرحيل بلا صوت
    بواسطة رومنسي2006 في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 19-05-2007, 11:32 PM
  3. الرحيل..........
    بواسطة احـ و اتحداهم ـلاهم في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 15-06-2006, 06:53 PM
  4. وجع الرحيل ...
    بواسطة شاطي الاحلام في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 20
    آخر مشاركة: 08-06-2006, 07:17 PM
  5. لقد حان وقت الرحيل
    بواسطة ام عذبي في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 26-10-2005, 07:46 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •