عندما يطلب طفلك أن يصوم مثل الكبار.. فأنت قد تحتارين: هل تلبي له رغبته رغم عمره الذي لم يتجاوز سبع سنوات؟؟.. أم تمنعيه من الصوم بحجة أنه مازال صغيرا غير قادر عليه خصوصا أنه ليس مكلفا بأداء هذه الفريضة كالكبار؟ وتتساءلين في ذات الوقت: كيف أعود طفلي علي الصيام؟.. وإذا ماصام طفلك طوال شهر رمضان.. فقد تتساءلين أيضا عن أهم العناصر الغذائية التي يجب أن توفريها في وجبتي الإفطار والسحور؟؟ وكيف تساعديه للتغلب علي شعوره بالجوع أو العطش؟؟
هذه التساؤلات تثار حاليا داخل معظم بيوتنا بمناسبة رمضان شهر الصيام الذي يهل علينا بعد أيام قليلة.. وينتظره الصغار قبل الكبار..
الصوم رياضة روحية يجب ألا نحرم أطفالنا منها خصوصا من هم دون سن التكليف.. ولكن يجب مراعاة بعض النقاط التي تجعل من الصيام متعة يحبها الطفل ويترقبها عاما بعد عام والتي أهمها: القدرة في تعويده علي الصيام مبكرا بحيث يبدأ ذلك في سن6 سنوات, وأن نتدرج ايضا في عدد أيام الصيام وساعاته حتي نعود أنسجة وأجهزة جسم الطفل علي الحرمان التدريجي من الماء والطاقة
ومن عناصر النمو اللازمة أيضا لهذه الاجهزة. وحتي لايؤدي الجوع والعطش الشديد خصوصا في الأيام الحارة إلي التأثير علي نفسية الطفل ويسبب نتائج عكسية في علاقته بالصيام فيمكن الصوم في سن6 سنوات يومين أسبوعيا ويفطر مع آذان الظهر.. ثم تزداد عدد أيام صيامه سنويا حتي بلوغه سن9 سنوات وهنا يمكن أن نزيد من ساعات صيامه ليفطر مع آذان العصر.. وهكذا حتي يصل الطفل للتكليف وهو سن البلوغ.. فيكون قادرا علي صيام شهر رمضان كاملا.
* أما أثناء ساعات صوم الطفل فينصح د. يحيي بضرورة الاقلال من مجهوده البدني قدر الامكان وأن يتجنب الجري ولعب الكرة وإفهامه أن هذا الجهد يؤدي إلي زيادة افراز العرق خصوصا في الأيام الحارة مما قد يصيبه بالجفاف والإحساس بالعطش الشديد.. كما أن زيادة المجهود العضلي يؤدي إلي احساسه بالجوع فلا يقدر علي الاستمرار في الصيام.. ويجب تشجيعه بعد عودته من المدرسة علي الاسترخاء قليلا.. ثم يبدأ في أداء واجباته المدرسية إذا كان قادرا ذهنيا وجسمانيا عليها.. أو أخذ قسط من النوم حتي موعد الإفطار..
* وماذا عن غذاء الطفل الصائم؟؟
*إفطار الطفل يجب أن يحتوي علي كمية كافية من العناصر الغذائية تكفيه طوال اليوم مثل السكريات والنشويات كالأرز والمكرونة والخبز والحلوي, والمواد البروتينية اللازمة لبناء الأنسجة مثل اللحوم والبقول ومنتجات الألبان, والفيتامينات والمعادن والتي توجد في الخضراوات والفاكهة.
* وبالنسبة للسوائل. فينبه د. يحيي إلي عدم الاندفاع في إعطاء الطفل كمية كبيرة من الماء والسوائل الاخري في وجبة الإفطار حتي لايشكو من الانتفاخ, وسوء الهضم.. بل ينبغي أن يتناولها بكميات قليلة علي فترات متقاربة تمتد من الإفطار وحتي ميعاد السحور.
* وبالنسبة لوجبة سحور الطفل فيجب تأخيرها قدر الامكان ونركز فيها علي الأغذية التي تحتاج مدة طويلة في الهضم والامتصاص حتي نؤخر قدر الإمكان إحساس الطفل بالجوع, مثل الفول المدمس, الطعمية, الجبن, الزبد, القشطة, الخبز, والحلويات التي تعطي كمية من السعرات الحرارية.. وأن يتناول في السحور كمية مناسبة من الماء.. ويحذر د. يحيي من تناول المخللات والحوادق الحريفة للاطفال وللكبار لأنها تزيد من الاحساس بالعطش أثناء الصوم.
وكل سنة وأنتم طيبون.
مواقع النشر (المفضلة)