أم عبدالله امرأة عاملة وزوجة وأم لثلاثة أطفال طلب منها زوجها ان تترك العمل لتتفرغ لأطفالها الثلاثة، خاصة انها حامل في شهورها الأخيرة، وقد أبلغتها طبيبة النساء انها حامل في توأم، وبحاجة الى الراحة الشديدة في شهورها الأخيرة.
لكن أم عبدالله رفضت ترك عملها لأنها تحبه وتجد نفسها فيه وتسعى دائما الى بذل الجهد واثبات وجودها وتطوير فنها، واستمر الجدال بينها وبين زوجها في هذا الشأن، بل تطور الى مشاجرات كثيرة وطويلة شبه يومية، الى ان اهتدت ام عبدالله الى حل وسط يرضي أبوعبدالله ويرضيها في الوقت ذاته، وهو الحصول على اجازة امومة لمدة سنة، تقرر بعدها ان كانت تترك عملها ام تعود اليه، وفي هذه الاثناء تكون قد اطمأنت على التوأم بعد ان يكونا اتما السنة في رعايتها.
استحسن أبوعبدالله الحل ووافق عليه. بعدها طلبت ام عبدالله من زوجها ان يأتيها بخادمة ثانية تساعد خادمتها الموجودة في المنزل، وتشرف على رعاية الطفلين بعد ولادتهما على ان تتفرغ الخادمة الأولى لشؤون المنزل والتنظيف والطهي فوافق أبوعبدالله.
وبعد وصول الخادمة الجديدة بأيام وضعت ام عبدالله طفليها التوأم، وألقت بهما للخادمة الجديدة للسهر عليهما، فكانت بالفعل أمينة عليهما تحبهما بشدة وترعاهما وتسهر على راحتهما، مما زاد اعجاب ام عبدالله بها وبنظافتها وحرصها على الطفلين. هذا الاعجاب لم يرض الخادمة القديمة التي كانت تستولي على حب أم عبدالله. فمنذ وصول الخادمة الجديدة انقلب الوضع وتغيرت أم عبدالله وباتت تحب الخادمة الجديدة وتثق بها أكثر منها وهي التي عملت في المنزل لمدة تزيد على خمس سنوات. شعرت الخادمة القديمة بالغيرة الشديدة من الزائرة الجديدة التي ملكت قلب ام عبدالله وباتت لا تفارقها ابدا.. تجالسها مع الطفلين وتقضي معها معظم الوقت. اما هي فعلى عاتقها كل اعمال المنزل من تنظيف وطهي وكي وتلبية مطالب باقي الأطفال، لا تكاد ترفع رأسها من العمل الشاق طوال اليوم منذ الساعة الخامسة صباحا وحتى بعد منتصف الليل. اما الخادمة الجديدة فكل عملها ينحصر فقط في اطعام الطفلين وتنظيفهما والسهر بجانبهما في راحة ويسر وهدوء.
اشتعلت الغيرة في قلبها وفكرت كثيرا في كيفية ازاحة تلك الزائرة الجديدة في المنزل ومن قلب مخدومتها، وهداها تفكيرها الى تدبير مكيدة توقع فيها تلك الخادمة الجديدة وتكون سببا في طردها من المنزل شر طردة، سرقت اسورة ماسية خاصة بمخدومتها ودستها في ملابس الخادمة الجديدة التي تشاركها الغرفة. وعندما شعرت ام عبدالله بفقدان الاسورة الماسية غالية الثمن جن جنونها واستدعت خادمتها القديمة التي تقوم على تنظيف الغرفة يوميا، لكنها انكرت رؤيتها للاسورة، وطلبت منها بكل خبث ودهاء ان تقوم بتفتيش غرفتها وخزانة ملابسها. وعندما اقدمت ام عبدالله على التفتيش بالفعل طلبت منها الخادمة القديمة ان تبحث في ملابس وخزانة الخادمة الجديدة ففعلت. وقتها وجدت ام عبدالله الاسورة وهي في ذهول وتعجب.
على الفور استدعت رجال الشرطة فتم القبض على الخادمتين للتحقيق معهما.
ولم تفلح دموع الخادمة القديمة امام ذكاء ودهاء رجال التحقيق، فبعد الضغط عليها اعترفت انها دبرت هذه المكيدة بهدف طرد الخادمة الجديدة من المنزل.
وقدمت الخادمة القديمة إلى المحاكمة بتهمة السرقة واصدرت عليها المحكمة حكما بالسجن ثلاث سنوات مع الشغل والنفاذ والابعاد بعد انتهاء مدة الحبس.
مواقع النشر (المفضلة)