مدونة نظام اون لاين

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 5 من 7

الموضوع: زهراء

  1. #1
    ][..قــلم مبــدع.. ][


    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    الدولة
    بيروت - لبنان
    المشاركات
    353
    معدل تقييم المستوى
    1

    Messenger3 زهراء

    زهــراء

    "زهراء" أرملة جنوبية، محاصرة بالموت الصهيوني، في قريتها الوادعة، ككل المدن والقرى في ذلك الجبل بآلات الحرب الحاقدة التي تنشر الموت والدمار من الجو، والبر، والبحر.

    لم تسمع ولم تشاهد الأخبار عن أحوال أرضها الطاهرة، وما آلت إليه، فالكهرباء مقطوعة، وكذلك المياء، والطرقات والهواء الملوث بدخان قذائف الحقد اليهودية وصواريخه الذكية التي تنشر الحرائق وتلتهم الحجر والبشر والشجر التي طالما عطر أجواء جبلها الصامد بروائح ملائكية من جنان الفردوس.

    لم تعلم أن مصيرها ومصير جبلها الأشم، المقاوم، العاصي على أعداء الله والإنسانية بات مرهوناً بقرارات من يدعي الديمقراطية ولا يعرف معناها، وبين القبضات الصهيونية الكافرة. بل كانت تؤمن أن شباب هذا الجبل صمدوا فيه وصدوا هجمات قتلة الأنبياء على إمتداد الأيام والليالي الطويلة وسطروا فيه ملاحم بطولية لا يعرفها إلا من آمن بربه وأرضه وعرضه.

    زهراء، عجوز مقاومة، كشباب جبلها، هم بالسلاح والتصدي، وهي بالصمود والدعاء لهم بالنصر الذي تؤمن به أنه آتٍ من عند الله، الذي وعد به المؤمنين، والله لا يخلف الميعاد، وبالإصرار على البقاء في قريتها ومنزلها المعطر بأنفاس عائلتها الذين منهم من رحل إلى جوار ربه ومنهم من بقي وما بدلوا تبديلا. لن تخرج من ثوبها، من جلدها. هي مغروسة في أرضها كأشجار التين والزيتون تماماً. وما يعزيها في هذا الجبل أنها في صباحات أيامها تطل على الأرض المقدسة وقدسها الشريف، على فلسطين الجريحة.

    وخلاصة ما آمنت به زهراء أنها إن خرجت من بيتها خرجت من عمرها، من الجغرافية التي ولدت فيها، من التاريخ التي سطره أجدادها، وستكون كأنها لم تكن.

    لا تريد زهراء أن تسمع كثيراً عن النار الصهيونية التي تلتهم قراها ومدنها مدارسها ومستوصفاها وبساتينها التي رواها عرق الحياة وسواعد الرجال. النار الإسرائيلية تحرق الأطفال والنساء والشيوخ والأحفاد التي كانت ترى فيهم المستقبل مشرقاً واعداً.

    لم تعرف زهراء أن النار اليهودية وداعمها الغطرسة الأميركية، لم تكن العامل الوحيد المتآمر على جبلها وقريتها ومنزلها ومستقبل أحفادها. بل كان أشقاؤها في العرق والدم والدين شركاء في تدنيس كل مقدساتها، هم النائمون في أحضان المستعمرين وذهبت عن ذاكرتهم الشهامة والنخوة الإنسانية، المنبطحون أمام أبواب الكفر، وغابت عن وجوههم نفحات الإيمان، الأشقاء التي غطت الغشاوة على عيونهم، وطمست قلوبهم بالقساوة والجبروت والإنهزام تحت أقدام أسيادهم الأنزال. هؤلاء الأشقاء الذين ولدوا في أرض النبوة ومهبط الرسالة ومحيطها.

    إذا كان هؤلاء الأشقاء قد عجزوا عن منع النار الكافرة عن موطنها وحمايته ووقف إطلاق النار عليه، فعلى الأقل كانت تنتظر منهم أن لا يقفوا ويدعموا الغازي المحتل الصهيوني ضد أبناء دينهم وأمتهم، وعلى الأقل أن يأخذوا الحياد فقط ما هو أهون الشرين.

    لكن العزاء الوحيد بـ "زهراء" أنها كانت تعرف "شباب جبلها" وعجينتهم التي جبلوا منها طالموا حموا أرضهم واستشهدوا وصمدوا على ترابها، وهي التي تعرضت للإحتلال مرات عديدة لكنهم بقوا يجاهدون حتى حرورها من دنس الإحتلال في العام 2000، ولن يتخلوا عنها اليوم، ولن يتركوها للقتل الصهيوني.

    زهراء عاصرت وعرفت هذا العدو الغاشم، منذ أيار 1948، وتابعت تمدده السرطاني، وتعرف كيف قتل الأهالي من جيرانها في فلسطين، وكيف طردهم من أرضهم وبيوتهم وأرزاقهم.

    لذلك قررت زهراء منذ زمن أن بيتها حياتها تبقى فيه ولو تحت ركامه لأنها عرفت وتذكرت أبناء جيلها ممن جاءتهم منيتهم خارج بيوتهم في وطنهم ولم يسمح لهم الإحتلال بأن يدفنوهم في مسقط رأسهم.

    زهراء، باقية في قريتها لا تغادرها، المجاهدون في زواياها الأربعة من حولها. إنها تحس بأنفاسهم، وتكاد تلمح وميض عيونهم وهم يتحفزون لتدمير آلة العدو المتقدمة لتدنيس الأرض الطاهرة من جديد. وهي لا تفتأ تردد الأدعية واثقة أن الله سميعٌ عليم، حتى ولو لم تقف على رأس الجبل.

    زهراء، تصدق سيدها حفيد نبيها الصادق الأمين الذي وعد ووفى، الذي قال إن الرؤوس ستبقى مرفوعة بإذن الله وما النصر إلا من عنده.

  2. #2
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    في عالم خيالاتي
    المشاركات
    7,326
    معدل تقييم المستوى
    8

    افتراضي

    قصه

    تحكي الكثير والكثير

    اشكرك سيدي

    وننتظر جديدكـ

    تحيتي

    صمت الودااع

  3. #3
    ... عضو مميز...


    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    حب الجميع
    المشاركات
    213
    معدل تقييم المستوى
    1

    افتراضي

    أخي العزيز

    صالح


    شكراً شكراً شكراً

    والله يعطيك العافيه

    على القصه الاكثر من رائعه

    ( الله يفرج كربة كل مسلم )

    وبأنتظار جديدك
    .
    .
    .
    .
    أخوكم الصغير

    شارد ذهن

  4. #4
    ][..قــلم مبــدع.. ][


    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    الدولة
    بيروت - لبنان
    المشاركات
    353
    معدل تقييم المستوى
    1

    افتراضي

    أخت صمت الوداع
    الصمت أحياناً يكون أبلغ من الكلام
    شكراً لك أخت صمت على مرورك الدائم

  5. #5
    ][..قــلم مبــدع.. ][


    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    الدولة
    بيروت - لبنان
    المشاركات
    353
    معدل تقييم المستوى
    1

    افتراضي

    أخي شارد الذهن
    صدقت بدعائك
    الله يفرج كربة كل مسلم
    وندعو الله أن يسمع ندائك ونداء كل مسلم شريف
    دمت بألف خير

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •