السلام
هذه مقال لابن العم عماش الجهيران في جريدة اليوم
حبيت ان انقله لكم لما به من فائده
الحوار هو أن تكون قادرا على الإنصات
عزيزي رئيس التحرير
تسوقنا الحياة بتدبير الله عز وجل إلى أن نخوض في كل مناحيها واتجاهاتها, فنحاور أناسا مختلفين, وبشرا مميزين, وانفعالاتنا وتصرفاتنا فتتكون شخصياتنا من مواقفنا معهم فتحدث الاختلالات وتكثر الشوائب داخل أنفسنا. وما يلفت الانتباه إصرار الواعي أحيانا على خوض حوار مع شخص غير ممهد من قبل للحوار ومخالفته الواقع والثابت حولنا دون أن ننظر ما بداخلنا بصدق من هنا نحتاج إلى شيء مهم يجعلنا نعيد توازن أنفسنا وإعادة صياغة حوارنا فمعنا الحوار الصحيح:
(الحـــوار)
كلمة تضم بين حروفها معاني كبيرة ومساحات كافية وشروطا محددة وآدابا يجب مراعاتها.
الكثير منا يدخل في حوار او نقاش لا يخرج منه إلا بصراخ وعويل وان سلم من ذلك كان نصيبه القليل من الزعل والاختلاف والتفرق.
ولقد ورد في القرآن الكريم آية تحض على المجادلة بالحسنى.
قال تعالى { وجادلهم بالتي هي أحسن} وهدف الحوار هو التعاون والوصول الى نتيجة متفق عليها تخص .. قضية او مشكلة تم الاختلاف عليها.
فما الحوار وما اسسه وما شروطه ؟؟؟
اولاً .. الحوار..
(هو القدره على الانصات اكثر منه.. من القدره على الكلام )
- يبدأ الحوار دائما من القاع.. وينتهي في القمه... وقد ينكسر في منتصف الطريق وتنكسر معه قلوب المتحاورين وتتطاير شظاياها وتعود الى القاع لذلك يجب على المتحاورين ان يضعوا قلوبهم خارج منطقة الحوار قبل ان يبدأ، لأن الحوار بحاجة الى العقل اكثر منه الى العاطفة.
ثانياً .. تكافؤ الفرص بين المتحاورين ..
- مبدأ تكافؤ الفرص بين المتحاورين بمعنى أن، تتاح الوسائل نفسها للجميع. وهذه الآليه طبعا بيد مديرالحوار الذي يجب ان يلتزم بالحيادية التامة ولا يتدخل إلا للضرورة.
ثالثاً.. أهمية اختيار الموضوع المطروح للنقاش..
- بحيث يكون الموضوع جادا وذا قيمة وبعيدا عن الإسفاف ويستحق النقاش ويمس شريحة كبيرة من المجتمع، حتى يتشجع الجميع للنقاش والمشاركة بحماس لأن الحوار يتوهج اكثر كلما زاد عدد المتحاورين وتعددت وجهات النظر حول الموضوع المطروح,,
رابعاً .. تحديد محاور النقاش
- بشكل واضح، بحيث يوضع على شكل نقاط او تساؤلات محدده ويفضل أن يكون مدعما بالأحصائيات او الأرقام والتقارير حتى لا يتشعب الموضوع ويخرج عن حدوده.
خامساً.. قراءة الموضوع
- قراءة متأنية من قبل المتحاورين ويفهم فهما عميقا قبل ابداء اي رأي في الموضوع من قبل اي من المتحاورين.
سادساً.. اتخاذ الرأي والقرار ..
- ويكون الرأي مبنيا على أسس صحيحة ومنطقية ومقبولة و في جوهر الموضوع والابتعاد قدر الامكان عن الغموض والضبابية حتى يصل الرأي مباشرةً للأطراف الأخرى.
سابعاً .. تحديد نقاط الاتفاق والاختلاف ..
- يجب على المتحاورين تحديد نقاط الاتفاق ونقاط الاختلاف خلال الحوار حتى يتم استبعاد نقاط الاتفاق والتركيز على نقاط الاختلاف حتى يتسنى للمتحاورين طرقها بشكل آخر ورؤيتها من جوانب مختلفة.
ثامناً..الالتزام بالهدوء والنقاش الهادىء.
- يجب ان يلتزم المتحاورون بالهدوء والأبتعاد قدر الأمكان عن التشنج والتركيزعلى النقاط التي تقرب وجهات النظر وتردم هوة الخلاف . وألاّيتم الاستهداف الشخصي لصاحب الموضوع دون مبرر مقبول.
اخيراً يجب ان نضع نصب أعيننا القاعدة الكبيرة التي اصبحت مثلا يضرب به وهو ((الاختلاف في وجهات النظر لايفسد للود قضية)).
اتمنى ان يفيدكم هذا الموضوع الطيب وان يرتقي عند بعض الناس الذوق في الحوار مع الآخرين.
عماش بن جهيران الجهيران الخالدي - الولايات المتحدة الاميركية
مواقع النشر (المفضلة)